أشار الأستاذ عبد الوهاب إيكنجي، الأمين المساعد لاتحاد علماء المسلمين ورئيس جمعية علماء تركيا (أوماد)، إلى أهمية الأسرة، وأن فقدان مفهوم الأسرة يجعل المجتمع يفقد أحد الصفات المهمة له كونه مجتمعًا إنسانيًا، فيصبح المجتمع كغثاء السيل لا يستطيع أن يحافظ على بقائه وقوته.
وإن توافر أسرة ذات أركان متينة يجعل المجتمع مجتمعًا مدنيًا قويًا متماسكًا. وأن الاقتصار على إجراء بحوث والوصول إلى تصورات، وحبس تلك التصورات في المكتبات يجعل هذه الأبحاث بدون جدوى.
وأضاف أن التصورات التي يتوصل لها البحث العلمي، يجب أن يتبعها تحويل الفكر إلى خطوات عملية، انطلاقًا من أهمية الأسرة اجتماعيًا وخلقيًا وسياسيًا. هذه الخطوات العملية مهمة لنا كمسلمين. فقراءة الوصفات التي تنتجها البحوث العلمية يجب أن يترتب عليها كيفية تناول الوصفة، وتحويلها إلى خطوات عملية.
ولو ركزنا على تلك الخطوات وأولها تكوين الأسرة من أفراد مسلمين إيمانيًا وخلقيًا واجتماعيًا، وما يترتب على ذلك من كيفية العيش السلمي في المجتمع. من شروط الإيمان العميق وأن يكون لديه الوعي الكافي. بدون هذه الأرضية القوية يصبح هدم الآخرين للأسرة سهلاً.
وأوضح إيكنجي أن المؤسسات العالمية التي تهتم بالأسرة لا تسمن ولا تغني من جوع. وهدفها هدم الأسرة. وأكد على ضرورة الوقوف في وجه المؤامرات التي تحاك لهدمها. وعلى وجوب الاهتمام بالطفل قبل أن يصبح جنينًا في بطن أمه عبر الاختيار الجيد للزوج أو الزوجة، وكذلك الاهتمام بنشأة طفل من جميع النواحي الخلقية والصحية والنفسية.
وأن تكوين مجتمع في ضوء تلك الرؤية يجعل من الصعب هدم الأسرة الذي خطط له الغرب. وهدم الأسرة يبدأ بهدم الفرد، وهذا هو الذي تهدف إليه المخططات الصهيونية، فهم يرون أن بني إسرائيل هم خلقوا لكي يكونوا سادة العالم، وأن بقية البشر هم خدم لبني إسرائيل. ولذلك تهدف إلى تدمير الفرد. ولذلك تم إنشاء مؤسسات عالمية تحت عناوين تخاطب فئات معينة في المجتمعات، لكن تلك المؤسسات تهدف إلى هدم الفرد، ومن ثم هدم الأسرة وزوالها من المجتمعات الإنسانية، وبالتالي تصبح لهم السيادة على هذا العالم.
جاءت هذه الكلمة خلال مؤتمر “أجندة 2030 للتنمية المستدامة وتداعياتها على الأسرة”، الذي عقدته لجنة الأسرة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوم الثلاثاء 7 يناير 2025م، بمقر جمعية علماء تركيا “أوماد” بإسطنبول.