تجرى الآن محاولات مسمومة كثيرة لترويج رهاب الزواج (جاموفوبيا) أو رهاب الذكور/الرجال (اندروفوبيا) في قلب المرأة المصرية والعربية، عبر إجراءات عدوانية مكشوفة؛ لدفع الشباب والفتيات إلى علاقات خارج إطار الأسرة تحت تأثير (فوبيا الزواج)، أو دفع الفتيات إلى علاقات شاذة من لون واحد تحت توابع (فوبيا الذكور)، في هجمة متواصلة تستهدف أصول أوطاننا العربية والإسلامية.
وبحسب المختصين النفسيين، فإن (رهاب الزواج أو جاموفوبيا) هو الشعور بالخوف من الزواج وتفضيل العزوبية، أما (رهاب الذكور أو رهاب الرجال أو أندروفوبيا) فهو نوع الرهاب الذي يصيب النساء، وتعاني فيه المرأة من خوف مرضي تجاه الرجال، يمنعها حتى من الدخول في تجربة الزواج حتى لو أرادت ذلك.
ترهيب من الزواج
ومنذ ديسمبر 2021، حذر أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد المهدي خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية (المحور) من أن “فوبيا الزواج بين الشباب باتت مشكلة منتشرة في المجتمع، ولكن ما زاد الطين بلة أن الأمر -بجهل أو بفعل فاعل- تخطى الخوف إلى التخويف، وتخطى الرهاب إلى الإرهاب والترهيب، فالمحاولات المسمومة تضغط لتنفير الشباب والفتيات من منظومة الزواج السماوي، وتكوين أسرة طبيعية من رجل وامرأة.
وإن تلك المحاولات العدائية تستغل كذلك سلبيات تحدث داخل البيوت، بهدف طعن منظومة الأسرة، والتي يجب أن نؤمن تمام الإيمان أنها كإطار حاكم لا يقدح فيها السلبيات المتصاعدة من بعض أعضائها، فالعيب فيهم، ويجب إصلاحه فورًا، وليس في المنظومة؛ ولذلك نقول دوما: أن الأسرة أصل وإنجاحها أمل يحتاج إلى كل جهد وعمل”.
وفي هذا الإطار، تحدثت النساء عن عقدها النفسية من الزواج، ونصحت البنات بعدم الزواج قبل سن 30 سنة، وكأنها لا تعلم نسب العنوسة في مصر والوطن العربي وتأخر سن الزواج بفعل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، والأدهى أنها أعلنت بوضوح أنها ستدخل ما أسمته (تجارب حب) ولكن دون زواج، في قصف عنيف ومباشر لفكرة الأسرة ومنظومة الزواج والعلاقات الإنسانية الصحية.
وليس ببعيد عن ذلك، تلك المحاولة المبكرة الخبيثة من شركة ديزني لنشر (الشذوذ الجنسي) والترويج له بين النشء المصري والعربي، والتي تلقت ضربة مبكرة بوقف عرض أحد أفلامها المسمومة في العديد من الدول العربية والإسلامية.
دعم الزواج.. مهمة استراتيجية
والأمر متعلق بفكرة الأسرة التي يريد الغرب وحلفاؤه إسقاطها تمامًا، رافضًا فهم لماذا “خلق الله آدم وحواء.. ولم يخلق آدم وآدم أو حواء وحواء”، بتعبير الأخصائية النفسية الإكلينيكية أميرة مصطفى سلامة، في تصريحات صحفية، والتي نصحت بالتوعية المبكرة في مواجهة الشذوذ؛ لإحياء المفهوم الصحيح الذي يحافظ على بقاء الإنسانية، مع المتابعة وبذل الجهد مع الأبناء في مسألة التربية الجنسية السليمة القائمة على قيمنا الدينية وحضارتنا العربية والإسلامية.
إن كل أسرة طبيعية جديدة تتشكل هي ضربة قوية للمحاولات المسمومة للنيل من منظومة السماء، وإن كل تحسين للاقتصاديات العربية هو زاد ضروري لدعم قدرة الشباب على الارتباط وتوديع العزوبية ودخول عش الزوجية، وإن تحرك المجتمع في دعم منظومة الزواج مهمة استراتيجية عظمى لقوم يتفكرون.
** المصدر: موقع المشهد، 19/6/2022.