لا يخفى على قارئ التاريخ كيف كان وضع المرأة في العصور المتقدمة، حيث كانت كمًا مهملاً لا قيمة لها ولا وزن، تُدفن حية مع زوجها، أو تُعتبر مخلوقًا أدنى من الرجل، خُلقت لخدمته ومتعته، بل كانت تُباع وتُشترى في المجتمعات (المتحضرة) حتى عام 1805م، وكانت ممنوعة من حق التملك والتقاضي حتى عام 1882م، بل لم تحصل على حقها في التصويت إلا في عام 1935م.
وليس خافيًا -أيضًا- على كل ذي عقل ما جاء به الإسلام للمرأة من تكريم ودفع لمكانتها، وقد خلد الله تعالى نماذج عديدة من النساء في كتابه الكريم، وضرب مثلاً للذين آمنوا امرأتين، وكانت الآيات تتنزل ردًا على أسئلتها، وحلاً لمشكلاتها، وتطييبًا لخاطرها، وإظهارًا لبراءتها.
وهكذا تمتعت المرأة بمكانة عظيمة في الإسلام، وقد علم المستعمر مكامن القوة ومواطن الضعف في الأمة، وعلم أن أعظم أسباب القوة في الأمة الإسلامية هي المرأة، فهي مربية الأجيال، فعملوا على إضعاف هذه القوة وعمدوا إلى إخراج المرأة من مملكتها، وهي البيت، فتركت ما لا يحسنه إلا هي، وفعلت بعض النساء في الأمة ما فعله الرماة يوم أحد، تركت مكانها فالتف العدو على الأمة وطعنها في مقتل، من خلال المؤامرات التي تهدف إلى إضعاف المرأة، ومن ثمّ إضعاف الأسرة، التي هي نواة المجتمعات؛ مما يؤدي إلى إضعاف الأمة بأسرها.
ونتناول في الأسطر القادمة بعض تلك المؤامرات وأثرها على المرأة والأسرة، ونبدأ بالتعرف على المنظمة الأكبر في العالم والتي ترعى مثل هذه المؤامرات، ألا وهي هيئة الأمم المتحدة.
أولاً- هيئة الأمم المتحدة UN:
كان طبيعيًا أن تتلاشى عصبة الأمم1 من الوجود، بعد فشلها في تجنيب العالم ويلات حرب عالمية جديدة، فقام المنتصرون في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) بإنشاء هيئة عالمية جديدة أطلقوا عليها اسم: هيئة الأمم المتحدة في عام 1945م، مقرها الرئيسي نيويورك، وشعارها الكرة الأرضية يحيط بها غصني زيتون رمزًا للسلام، ومن أهم أهداف تلك الهيئة حفظ السلام والأمن في العالم.
تتكون الأمم المتحدة من عدد من المجالس واللجان، من أهمها: مجلس الأمن الدولي، والذي تخضع كافة قراراته لما يسمى بحق الاعتراض (الفيتو) الذي تتمتع به خمس دول فقط، وهي (بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية)، ولا تتفق هذه الدول أبدًا، بل وأصبح معروفًا -قبل مناقشة أي قرار- من هي الدولة/الدول التي ستعترض عليه؛ لذلك فشل المجلس في تحقيق هدفه الأساسي، وهو حفظ السلم والأمن الدوليين، ومن مجالس الأمم المتحدة أيضًا مجلس حقوق الإنسان، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومحكمة العدل الدولية، وهي الوحيدة التي يقع مقرها خارج الولايات المتحدة، حيث يوجد في لاهاي، إلى جانب عدة منظمات مثل: الصحة العالمية واليونيسكو واليونيسف والفاو… إلخ، يبلغ عدد أعضائها في 2022م 195 دولة.
وفي العام التالي لإنشاء الهيئة الدولية قامت بإنشاء: لجنة مركز المرأة CSW التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ثانيًا- لجنة مركز المرأة CSW:
أنشأها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة عام 1946م، تختص بكل ما يتعلق بالمرأة في العالم، تقيم المؤتمرات وتعقد الاتفاقيات، وتفرض أجندتها على الدول الأعضاء بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى.2
تقيم اللجنة مؤتمرها سنويًا لمتابعة ما تم تنفيذه من مقررات الاجتماعات السابقة، ومنذ تأسيسها يسيطر عليها -وبالتالي على ما يصدر عنها من اتفاقيات- مجموعة من النسويات الراديكاليات (المتطرفات) Radical Feminist (يهود وملاحدة وشواذ) مثل (بيلا سافيتسكي آبزوج).3
تهدف اللجنة إلى الاستغناء الكامل عن الرجل والوصول إلى عالم يتمحور حول المرأة، كما يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري، وهكذا.. قبل أن تنتهي الدول المتحاربة من جمع الأشلاء من ميادين القتال ودفن قتلاهم (الذين تجاوز عددهم الـ50 مليون)، ومداوة الجرحى، إذا بالأمم المتحدة تبحث عن حقوق المرأة. ليس الاعتراض على إعطاء المرأة حقوقها، وإنما الاعتراض على ما قامت به تلك اللجنة، ومن أهم الوثائق والاتفاقيات التي أصدرتها لجنة مركز المرأة اتفاقية السيداو.
1- اتفاقية السيداو CEDAW:
والسيداو اختصار لعبارة: (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة)، وأقرت الاتفاقية في 1979م، ووقع عليها جميع الدول الأعضاء -حينها- ماعدا: السودان، الولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني.4
وتم التوقيع على هذه الاتفاقة -وغيرها- عن طريق الوفود الرسمية، ثم يتم التصديق عليها في برلمانات الدول الموقعة، وتتم المراجعة الدورية لتنفيذ مقررات تلك الاتفاقية من خلال الاجتماع السنوي للجنة مركز المرأة، حيث يقوم وفد كل دولة بتقديم تقرير عما تم تطبيقه من مواد، وما تم تعديله من قوانين ذات صلة، أو ما تم سنُّه من قوانين جديدة.
وإلى جانب التقارير الرسمية، تقوم منظمات المجتمع المدني بتقديم ما يعرف بـ(تقارير الظل)، والتي تكشف مدى جدية أو تقصير الحكومات في تطبيق بنود ومقررات تلك الاتفاقية.
ماذا يوجد في السيداو؟
على الرغم من النص -في مواثيق الأمم المتحدة- على احترام عادات وتقاليد وديانات الدول الأعضاء، إلا أن الاتفاقية تنص على:”بغض النظر عن التقاليد والأعراف التي تحُول دون تطبيق بنود تلك الاتفاقية…”، وبداية فليس هناك اعتراض على حصول المرأة -وكل إنسان- على حقوقه كاملة غير منقوصة، وإنما الاعتراض على ما هو مخالف لديننا وشريعتنا من بنود تلك الاتفاقية وغيرها، وفيما يلي بعض تلك البنود:
أ- التساوي التام بين الذكر والأنثى في الميراث، حيث تعتبر السيداو أن حصول الفتاة على نصف نصيب أخيها في الميراث تمييز ضدها يجب القضاء عليه!
ب- رفع ولاية الأب على ابنته عند الزواج.
ج- إلغاء قوامة الزوج على زوجته.
د- إلغاء المهر (الصداق) واعتباره ثمنًا للعروس.
ه- إلغاء تعدد الزوجات.
و- إلغاء الطلاق بالإرادة المنفردة للزوج، وجعله بيد القاضي!
ز- كفالة حرية التنقل والسفر للمرأة دون إذن الزوج أو الوالي.
ح- كفالة حرية اختيار السكن للمرأة.
ط- ملكية المرأة لجسدها وحرية إقامة العلاقات الجنسية كما تشاء، ودون أي ضوابط!
ي- حرية التحول الجنسي، بغض النظر عن وجود أسباب طبية موجبة لذلك من عدمه.
ك- تجريم العنف الزوجي، وفقًا لرؤية الأمم المتحدة لمفهوم العنف.5
ل- تجريم ما أسمته الاغتصاب الزوجي.6
م- اعتبار عمل المرأة في بيت زوجها، عملاً غير مدفوع الأجر!
2- بعض المؤتمرات والمواثيق التي تدور في فلك السيداو:
أ- اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد الطفلة الأنثى، والتي تتشابه مقرراتها مع السيداو، بالإضافة إلى:
(1) تجريم ختان الإناث.
(2) تجريم الزواج المبكر.
(3) الحرية الجنسية للفتاة.
(4) تقديم خدمات الصحة الإنجابية للفتيات.
(5) اعتبار مساعدة الفتاة لوالدتها في أعمال المنزل تمييزًا ضدها.
ب- اتفاقية حقوق الطفل CRC، والتي تتضمن:
(1) رفع سن الطفولة لـ 18 سنة.
(2) تجريم زواج الأطفال (تحت 18سنة).
(3) الحرية الجنسية للأطفال.7
(4) حرية اختيار الطفل لجنسه (ذكر، أنثى، أخرى).
(5) رفع سن الحضانة للأم، واستمرارها بعد زواجها من رجل آخر.
(6) تجريم عمالة الأطفال (تحت من 18 سنة).
ج- مؤتمر القاهرة للسكان 1994م:
والذي يعد حلقة في سلسلة حلقات متصلة، ترمي إلى ابتداع أنماط وأشكال جديدة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية، تحطم فيها الحواجز الأخلاقية، وتعارض القيم الدينية، وتنشر الإباحية باسم الحرية، وتستهدف بالدرجة الأولى تفكيك الأسرة المسلمة .
د- مؤتمر بكين 1995م:
صدرت عنه وثيقة بكين، والتي أقرتها أغلب الدول، والتي تحفظت الدول الإسلامية ودول أخرى على بعض البنود المخالفة للأديان والشرائع، وكان من أخطر نتائجه بلورة مفهوم (الجندر) بشكل واضح في الوثيقة التي صدرت عنه، كما تم تعيين مستشارة خاصة لقضايا (الجندر)، وتأسيس مكتب خاص للأمين العام لشئون (الجندر). وعقدت الأمم المتحدة مؤتمرات (بكين+5، بكين+10، بكين+15) لمتابعة تنفيذ مقرراته، ولإلغاء التحفظات عليها بالترغيب والترهيب، وكذلك بالتلاعب بالمصطلحات وغير ذلك.
ه- اتفاقية مجلس أوروبا للوقاية من العنف ضد النساء، والعنف المنزلي ومكافحتهما 2011م:
وعقدها المجلس الأوروبي، وفيها أول نص صريح في اتفاقية دولية ينص على:
عدم جوار التمييز بين الناس على أساس الهوية الجندرية والميل الجنسي، وقد أجازت البرلمانات الأوروبية بشكل قانوني زواج الشواذ بعد هذه الاتفاقية.
و- أجندة 2030 للتنمية المستدامة 2015م:
وبها خلاصة كل المواثيق الدولية والاتفاقيات السابقة، ورفعت شعارًا: لن نترك أحدا خلفنا (No one left behind)، وتم عرضها على الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي يحضرها زعماء ورؤساء العالم.
ثالثًا- تلاعب الأمم المتحدة بالمصطلحات:
استخدمت المنظمة الدولية الأكبر في العالم عملية التلاعب بالمصطلحات لتمرير أجندة الخطيرة، ومن أمثلة هذه المصطلحات:
1- الجندر Gender8:
حل هذا المصطلح محل مصطلح الجنس (Sex) والذي يعني (ذكرًا وأنثى ولا ثالث) لهما، أما الجندر فلم تعرفه الأمم المتحدة، حتى أن دائرة المعارف البريطانية، أدرجته متبوعًا بعبارة: (المصطلح غير المعرف) وقامت المنظمة الدولية بترجمته في النسخة العربية ب (الجنس) غير أن الترجمة المعترف بها في الأمم المتحدة هي الإنجليزية.
2- استقواء المرأة Women empowerment:
حيث تترجم المنظمة الدولية ذلك بـ(تمكين المرأة)، وهي كلمة مقبولة لدى العرب والمسلمين لورودها في القرآن الكريم بمعانٍ إيجابية9، غير أن مصطلح التمكين ترجمته Enablement، أما الاستقواء فيتمثل في الاستقواء الاقتصادي عن طريق العمل خارج البيت والاكتفاء ماليًا عن الرجل، ثم الاستقواء السياسي عن طريق كوتة المرأة في المجالس المنتخبة والوظائف القيادية، وبناء على ذلك يتحقق الاستقواء الاجتماعي، ومن ثمّ الاستغناء الكامل عن الرجل.
3- الشريك /الشركاء Partner:
تم إدراجه كبديل عن مصطلح الأسرة Family ، فالأسرة الطبيعية تتكون من رجل وامرأة يربطها رباط شرعي وهو الزواج، أما مصطلح الشريك فهو أي شخص يعيش مع آخر/أخرى إما برباط (وهو الزواج) أو بدون رباط، مع تعدد أشكال الشركاء، مثل رجل وامرأة بدون زواج، رجل ورجل، امرأة وامرأة.
4- الصحة الإنجابية Reproductive Health:
أول ما يتبادر إلى الذهن هنا هو الاهتمام بصحة المرأة قبل وأثناء الحمل حتى تضع حملها بصورة وبصحة جيدة، ثم الاهتمام بصحة الأم والمولود بعد ذلك -وإن كان ذلك من أهداف المنظمة الدولية- إلا أنها تقصد أمورا أخرى من هذا المصطلح، مثال ذلك:
أ- توفير وسائل منع الحمل لتجنب حدوث الحمل غير المرغوب فيه للمرأة والفتاة دون النظر إلى الحالة الزواجية لها.10
ب- توفير خدمات الإجهاض الآمن للحمل الغير مرغوب فيه للمرأة والفتاة، بغض النظر عن حالتها الزواجية.
ج- توفير الخدمات الطبية للفتاة التي ترغب في إتمام حملها وتوفير الرعاية لها وللمولود.
د- توفير العازل الطبي للجميع، بما فيهم المراهقين؛ لتجنب الأمراض المنقولة جنسيًا، وهنا لابد من الإشارة إلى أن العازل الطبي لا يمنع انتقال مرض مثل (الإيدز)، حيث أن قُطر الثقوب المجهرية الموجودة في المادة المطاطية المصنوع منها العازل أكبر من قطر الفيروس المسبب للمرض؛ مما يسمح بمروره وانتقاله إلى الطرف الآخر.
وتدَّعى المنظمة الدولية أن ما يقي من انتقال الأمراض الجنسية هو اتباع سياسة نسميها ABC (الامتناع A-Abstention، الإخلاص B-Being faithful ، العازل الطبي C-Condom )، أي أن ما يمنع انتقال الأمراض الجنسية -حسب الأمم المتحدة- هو الامتناع عن ممارسة الجنس مع غير الشريك، والإخلاص للشريك، ثم استخدام العازل الطبي، أما الرؤية الإسلامية فترى أن العفة، وممارسة الجنس في السياق الشرعي الذي حدده الإسلام هو ما يمنع انتقال الأمراض الجنسية.
5- العاملات في مجال الجنس Sex workers:
وعبر هذا المصطلح أصبحت المرأة (الداعرة) عاملة في مجال الجنس، تفرض المنظمة الدولية على أعضائها الاعتراف بها كعاملة مثل العاملات في أي مهنة، لها كافة الحقوق من خدمات طبية ونفسية واجتماعية، أي أن أموال دافعي الضرائب سيتم توجيه جزء منها لمعالجة وتأمين حياة الداعرات أو (العاملات في مجال الجنس)!
رابعًا- المسارات والأذرع المستخدمة في تطبيق تلك الاتفاقيات:
1- المؤسسات الدينية والقادة الدينيين:11
استخدمت المنظمة الدولية ما يعرف بالمؤسسات الدينية والقادة الدينيين لتمرير أجندتها، وذلك عن طريق ليّ بعض النصوص وتفسيرها بما يحقق تلك الأهداف. ولا يخفى على أحد مدي محبة الشعوب للدين واقتناعهم بأقوال القادة الدينيين.
2- قادة الرأي والمفكرين والمثقفين:
وهم النخبة المثقفة التي تشكل وعي وثقافة الشعوب وتؤثر في اختياراتهم في كثير من القضايا. 12
3- وسائل الإعلام:
حيث يتم التركيز فيها على القضايا الشائكة التي تريد تمريرها، ومع تكرارها تحدث حالة من التطبيع والقبول لدى الشعوب، فيحدث نوع من الإلف لهذه القضايا رغم شذوذها عن التقاليد والعرف العام في المجتمع، بل وقد يؤدي ذلك إلى حدوث نوع من التعاطف. ومن أهم هذه الوسائل:
أ- الشبكة العنكبوتية (الإنترنت):
من وسائل الإعلام التي أصبحت في متناول الجميع، وجعلت من السهولة الحصول على المعلومات دون رقابة عليها، ونجد على سبيل المثال قناة مثل (اليوتيوب) بها الكثير من المقاطع التي تشجع على الشذوذ الجنسي، وإقامة العلاقات الجنسية المفتوحة، وتدافع عن شذوذ قوم لوط، وأن الله -تعالى- لم يلعنهم لارتكابهم الفاحشة بل لعنهم لأنهم كانوا لصوصًا وقطاعًا للطرق!
ب-الإنتاج السينمائي والتليفزيون:
من الوسائل التي تدخل كل بيت، فتقوم الدراما بتشكيل الوعي لدي الجماهير والشعوب، وعن طريقها يتشكل الوعي والقناعات بالقضايا المختلفة، والناظر لتلك الأعمال منذ أربعينيات وخمسينات القرن الماضي وحتى الآن يرى أعمالاً في غاية الخطورة، أحدثت خللاً وشروخًا في كافة العلاقات المجتمعية، ومن أمثلة ذلك:
– فيلم (تحيا الستات)، والذي يدعو لمجتمع يقوم على المرأة، ويشجع استقواء المرأة والاستغناء الكامل عن الرجل.
– مسلسل (العمدة هانم)، والذي يدعم استقواء المرأة، وقيامها بأعمال الرجال بل وتفوقها عليهم.
– مسلسل (هبة رجل الغراب)، والذي يدعو لإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج، كما يشجع على تعدد هذه العلاقات.
ج- برامج الأطفال:
ما يتم تقديمة للأطفال في صغرهم يُنقش في عقولهم وتتم تنشئتهم عليه، حيث تُقدّم العلاقات المثلية في هذه البرامج دون رادع، كأن يُقبل طفل صديقه في فمه، ووكتقديم (سبونج بوب)، وهو الشخصية المحبوبة لدى الأطفال، كشخصية محايدة الجنس (لا ذكر ولا أنثى)! أيضًا عالم ديزني والعروسة الشهيرة (باربي) التي دخلت كل بيت هي شخصية نسوية تم ابتكارها لهذا الغرض (الاستغناء عن الرجل) حسب تصريح مديرة شركة ديزني، وعندما تعلن الشركة العملاقة (ديزني) أنها ستحول نحو 50% من شخصيات أبطالها إلى مثليين، فما هي الرسالة المراد إيصالها لأطفالنا؟!
4– التعليم:
حيث يتم تغيير المناهج التعليمية لتناسب أفكار تلك الاتفاقيات الخطيرة.
5- منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية:
وهي التي تقوم بتقديم ما يُعرف بـ (تقارير الظل)، والتي تكشف مدى جدية الحكومات في تطبيق تلك الاتفاقيات ومقرراتها، كما تقوم بعقد الدورات التدريبية وغيرها من الوسائل لإيجاد قناعات لدى شرائح المجتمع المختلفة ببنود هذه الاتفاقيات ومصطلحاتها.
6– القوانين والتشريعات:
حيث يتم تغيير وتعديل قوانين قائمة أو سن قوانين جديدة، وفيما يلي نماذج لتغيير القوانين في بعض الدول العربية:
أ-مصر:
(1) قانون الطفل:
(أ) رفع سن الطفولة إلى 18 سنة.
(ب) رفع سن الحضانة (للفتى والفتاة).
(ج)تجريم الزواج المبكر (أقل من 18 سنة).
(د) تجريم ختان الإناث.
(ه) إنشاء الخط الساخن (16000) لإبلاغ الطفل عن أي عنف يتعرض له (من والديه أو من غيرهما).
(2) قانون الأحوال الشخصية:
تعددت مشاريع القوانين التي تقيد أو تمنع تعدد الزوجات على سبيل المثال، ومن هذه المشاريع مشروع ينص على فرض إخبار وأخذ أذن الزوجة الأولى قبل الزواج من ثانية، وإلا عوقب الرجل بغرامة 50 ألف جنيه أو بعقوبة الحبس!
ب- المملكة المغربية:
تم تعديل (مدونة الأسرة)، حيث:
1- تم رفع ولاية الأب عن ابنته عند الزواج.
2- تم الاعتراف بأبناء المخطوبين كأبناء شرعيين!
ج- تونس:
وضع الحكومة التونسية مشروع قانون لإقرار المساواة بين الجنسين في الميراث.
الخاتمة:
وبعد ما تعرضنا له في السطور السابقة من مخاطر وتحديات تحيق بالأسرة، التي هي نواة المجتمعات المتماسكة، وتهدف إلى هدمها من أجل السيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتهم، وإبقاءهم في دوامة تبعية لا تنتهي لدول بعينها، وأستشهد هنا بمقولة ثعلب السياسة الأمريكية (هنري كيسنجر)، الذي قال: “لكي نستولي على ثروات الجنوب13 يجب أن تصل نسبة الزيادة السكانية في تلك الدول إلى الصفر”.
وبقراءة تلك السطور ينتفي عنا (العذر بالجهل)، ويلزم على كل منا -قدر استطاعته- العمل على صد تلك الهجمات والتحذير مما يخالف الشريعة الإسلامية، يقول الله تعالى:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة:251)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.
ولنعمل على إصلاح أنفسنا وأسرنا، وضبط بوصلتنا نحو المقاصد والغايات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، والخاصة بالأسرة وواجبات كل أفرادها وحقوقهم، وأن نعرف ونطبق مقصد القوامة ومفهومها الشرعي، وندرك حكمة التمايز في الأدوار بين أفرادالأسرة: الأب والأم والأبناء والأجداد (الأسرة الممتدة)، وندرك قيمة الأمومة وعظم دورها وأثره على تنشئة أبناء صالحين نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم؛ لتتكامل الأدوار، وليتحقق في بيوتنا قول الله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، ولتظل الأسرة الشجرة التي تثمر للمجتمع وللبشرية كل خير ونفع.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
_______________________
1- أنشئت عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى (1909-1914).
2- تتبع المنظمة الدولية مع الدول سياسة الترغيب والترهيب أو ما يعرف بـالعصا والجزرة.
3- يهودية أمريكية تم تعيينها في الأمم المتحدة، قامت بعمل مراسم دفن لأبوها، رغم أن الديانة اليهودية تحرم ذلك على المرأة.
4- امتنعت الولايات المتحدة بحجة أن لديها من القوانين ما يغنيها عن تلك الاتفاقية، أما الكيان الصهيوني فامتنع لأن بها ما يخالف التوراة!
5- عن طريق سن القوانين لتجريم العنف الزوجي، وإنشاء بيوت آمنة تلجأ إليها الزوجة لحين بت القضاء في الشكوى، مع إمكانية نقل مدارس الأبناء بالقرب من تلك البيوت، وتوجد -على سبيل المثال- عدة بيوت في مصر، في محافظات (القاهرة والجيزة والإسكندرية)، مع مطالبات لتعميمها على كافة المحافظات.
6- من واقع زوجته بغير كامل رضاها يعتبر هذا اغتصابا زوجيا ولها حق مقاضاته.
7- إذا أنجبت الفتاة (بدون زواج)، فللأطفال نفس الحقوق بغض النظر عن الحالة الزواجية.
8- الجندر: هو النوع الاجتماعي، والذي يحدده المجتمع وليس ما تحدده الطبيعة البيولوجية للإنسان، وهو يشمل ستة أنواع، فإلى جانب الذكر والأنثى يوجد(LGBT ) :، السحاقيات Lesbians- L، اللوطيين Gays G-، ثنائيي الجنس Bisexual B:، المتحولون جنسياTransgender T-، ويرمز لهذه الأنواع بما يعرف بعلم الشواذ ذي الألوان الستة، وقد كانت هناك مطالبات بإضافة (المخنثين) كنوع سابع.
أما الهوية الجندرية: فهى إحساس الشخص بهويته، والتي قد تكون مخالفة لجنسه، كأن يشعر الذكر أنه أنثى، أو تشعر الأنثى أنها ذكر، أو أن يشعر الإنسان بأنه أي شيء آخر مثل الكلب أو القطة أو غير ذلك.
9- {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} (يوسف: 21)، {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} (القصص: 6).
10- تعريف الأسرة عند هؤلاء: أناس يعيشون مع بعضهم، ويحب بعضهم بعضًا (People Live together and love each other)
11- لسهولة الحصول على تلك الوسائل دون أي ضوابط، ودون النظر إلى الحالة الزواجية، قامت بعض الدول بافتتاح ماكينات لشرائها في الشوارع Condom machine.
12- قيل صراحة في أحد المؤتمرات: لقد فشلنا في التخلص من الأصوليين، ويقصدون بهم الذين يتمسكون بتعاليم الأديان (مسلمين، مسحبين …)، لذلك قاموا بوضع (دليل التعامل مع المنظمات القائمة على العقيدة).
13- يقصد بها دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي الغنية بالثروات والموارد الطبيعية.