رغم ما شهدته الساحة الأردنية من اعتراضات كبيرة ونقد واسع لمشروع قانون حقوق الطفل لسنة 2022، وما يمثله من خطورة على الأسرة والمجتمع الأردني، إلا أن مجلس النواب أقر المشروع في يوم الاثنين 19 سبتمبر 2022، وذلك بعد إجراء عدد من التعديلات الشكلية التي لا قيمة لها، والتي لم تغير من مضمون وخطورة القانون شيئًا.
وقد أصدرت حملة (قانو الطفل مسموم) -والتي تبنت نقد وكشف عورات القانون منذ بدء مناقشته بمجلس النواب- بيانًا، استنكرت فيه إقرار البرلمان لهذا القانون، وطالبت بضرورة الاستمرار في العمل لإسقاطه، كما دعت مجلس الأعيان لعدم إقراره.
ومما جاء في بيان الحملة: “تابعنا في حملة (قانون الطفل مسموم) ما جرى أمس في البرلمان، حيث تم إقرار قانون الطفل دون أي التفات إلى ما بيناه عبر أسابيع من خطورة هذا القانون ومن أن التعديلات شكلية، ودون أي اعتبار لرفض عموم الشعب الأردني للقانون كما ظهر في تفاعله مع الأخبار.
بل وحصل موقف مفاجئ وغريب، حيث أعيد فتح التصويت على المادة الثانية والأخطر، والتي كانت قد عُدلت تعديلاً جوهريًا في الجلسة السابقة، لكن ألغي هذا التعديل في جلسة أمس، وتم إعادة إدراج الجهات الخاصة والأهلية في تعريف الجهات المختصة، وذلك في آخر ثلاث دقائق ودون وجود نصاب قانوني وفقًا لقواعد المجلس كما صرح بعض النواب!
وهذا كله يؤكد على أن القانون أريد تمريره بأي شكل، وفرضه فرضًا على المجتمع الأردني، وليس مراعاةً لمصلحته ولا مصلحة أطفاله”.
كما أكد البيان على:
* ضرورة العمل بكل الوسائل المشروعة لإسقاط قانون الطفل، والاعتراض على طريقة تمريره.
* دعوة مجلس الأعيان إلى عدم إقرار هذا القانون.
* توجيه الشكر لكل من تجاوب مع الحملة من أبناء الأردن، بل ومن الشعوب الإسلامية عمومًا، وقال البيان: لم تفشلوا، فالنوازل مقدرة من الله ليستخرج بها منا عبوديات يكتبها، ثم يجازينا عليها: }إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ{(يس:12). فكل تأييد أيدتم به الحملة من كلمة أو مشاركة أو بث وعي فهو مكتوب عند من لا يُضيع أجر المحسنين.
* دعوة المسلمين في البلاد الإسلامية الأخرى للاستفادة من الحملة في رفع مستوى الوعي لدى عامة الناس، واستثارة يقظتهم لما يراد بهم وبأُسرهم وأبنائهم، وأن يستفيدوا مما نشرته الحملة في ذلك.
* التأكيد على أن فيما حصل خيرًا، فقد ارتفع مستوى الوعي بشكل كبير، وفهم الناس دور الأمم المتحدة والمنظمات المرتبطة بها، وظهر حِرصُ كثيرين على دين ومستقبل أبنائهم، وتداعى مسلمون من أنحاء الأرض لمساندة هذه الحملة.
وفي الوقت ذاته أكدت الحملة على أن الباب فُتح لفتن خطيرة. وعليه، فإن علينا جميعًا أن ننفض الكسل وندرك أننا في مدافعة طويلة، نحتاج فيها طول النفس، والاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه سبحانه ليثبتنا عند الفتن، فهو سبحانه القائل: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ{(إبراهيم:27).
* التأكيد على ضرورة أن يتحول الألم من هذا الواقع إلى همة وعمل، بأن نعمل جميعًا كآباء وأمهات وإخوة وأخوات على رفع كفاءتنا التربوية، والتخفف من الحياة المادية ليكون لنا إسهام أكبر في تربية أبنائنا، ووقايتهم من الفتن، ولئلا نحرم وإياهم الصحبة في الجنة بإذن الله، عملاً بقول الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ{(التحريم: 6).