تناولت د.كاميليا حلمي عبر هذا الفيديو الأثر السلبي للعولمة على مؤسسة الأسرة، وكشفت الدور الخطير الذي تلعبه المنظمات الدولية -وما يصدر عنها من مواثيق واتفاقيات- في تفكيك وهدم الأسرة.
وقد تناولت هذا الموضوع الخطير عبر عدد من المحاور على النحو التالي:
أولاً- لماذا يستهدف الغرب الأسرة؟
تناولت د.كاميليا خلال هذا المحور الأسباب التي تدفع الأمم المتحدة إلى السعي لإحداث خلل في بنية الأسرة وتفكيكها، وهي الوظائف التي تقوم بها الأسرة، وترى دول الغرب أنها تؤثر عليها تأثيرًا سلبيًا، وأهم هذه الوظائف:
وظيفة التربية، بما لها من أثر كبير في مقاومة الاحتلال الغربي مهما طال وقته، كما حدث في الجزائر ويحدث في فلسطين.
ووظيفة الإنجاب والتناسل، التي تمثل تهديدًا ديمغرافيًا لدول الغرب، التي أصبح هرم النمو السكاني فيها معكوسًا.
ثانيًا- مسارات الأمم المتحدة للقضاء على الأسرة:
أوضحت د. كاميليا أن الأمم المتحدة تأخذ مسارين متوازيين للقضاء على الأسرة، هما:
المسار الأول- منع تأسيس الأسر الجديدة، وذلك من خلال التضييق على الزواج بشكل عام، والزواج الشرعي المبكر بشكل خاص، وفي نفس الوقت تشجيع الممارسات الجنسية خارج نطاق الأسرة.
المسار الثاني- هدم الأسر القائمة، وذلك عبر عدد من الأمور، من أخطرها: إلغاء قوامة الرجل، وتطبيق المساواة التامة والتطابقية في كل شيء -بما فيه الأدوار والتشريعات- بين الرجل والمرأة.
ثالثًا- دور المصطلحات في تطبيق أجندة تفكيك الأسرة:
أشارت د.كاميليا حلمي إلى أن الأمم المتحدة تستخدم ضمن مواثيقها واتفاقياتها عددًا من المصطلحات الخطيرة التي تمرر من خلالها أجندتها لتفكيك مؤسسة الأسرة، من أهمها:
1- مصطح “الجندر”:
والذي يعني أن خصائص وأدوار وعلاقات كل من الرجل والمرأة مؤسسة اجتماعيًا وليس فطريًا، وبالتالي يمكن تغيرها، أي يمكن أن يتحلى أيًا من الجنسين بخصائص الآخر، ويمارس أدواره، وحتى علاقاته الجنسية.
وبموجب ذلك يستطيع الشخص أن يختار ويغيير هويته الجنسية بحسب ما يشعر به أو يروق له، بغض النظر عن هويته الفسيولوجية (ذكر أو أنثى)، وعليه يحق للرجل أن يختار أن يكون أنثى، أو أن تختار الأنثى أن تكون رجلاً، بل وصلت الفوضى لأبعد من ذلك، بأن يختار الشخص مثلاً أن يكون كلبًا أو ذئبًا أو قطة… إلخ.
2- الصحة الجنسية والإنجابية:
ويتم من خلاله نشر ثقافة الرذيلة وتشجيع الإباحية، خاصة بين الأطفال والشباب، حيث يتضمن هذا المصطلح:
أ- تعليم وتدريب المراهقين على الممارسة الجنسية باستخدام موانع الحمل.
ب- توفير موانع الحمل للمراهقين والشباب بالمجان أو بأرخص الأثمان.
ج- إباحة القوانين للإجهاض، وتسميته بالإجهاض الآمن.
د- تعليم الشذوذ الجنسي للصغار والمراهقين.
3- مصطلح الأم العزباء:
ومن خلاله يتم تخفيف وقع ارتكاب جريمة الزنى على النفس، ويتم تشجيع التطبيع مع هذه الفاحشة وما يترتب عليها.
4- تعليم الشذوذ الجنسي للصغار والمراهقين، واعتباره جنس آمن، وذلك عبر تضمينه للمناهج الدراسية.
رابعًا- الآثار السلبية:
كشفت د. كاميليا عن بعض الآثار السلبية التي نتجت عن هذا النهج الذي تسلكه المواثيق الدولية، ومنها:
1- ارتفاع مخيف في معدلات الطلاق.
2- عزوف الشباب عن الزواج.
3- انتشار إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج.
4- زيادة أعداد الأطفال مجهولي النسب.
5- انتشار ظاهرة الشذوذ.
خامسًا- ماذا علينا أن نفعل لإنقاذ الأسرة:
وفي ختام المحاضرة، أكدت د.كاميليا على بعض الأدوار التي ينبغي القيام بها لمواجهة هذه التحديات التي تواجه الأسرة، ومنها:
1- رصد هذه التوجهات في: الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي المناهج التعليمية، وفي قوانين الأسرة… إلخ، وفضحها وتوعية الرأي العام بها.
2- تشجيع ودفع الحكومات للانسحاب من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة والطفل.
3- توعية الشعوب لتحمل الضغوط الناجمة عن الانسحاب من هذه الاتفاقيات.